عدم ذكر التوراة لحادثة الإلقاء
الشيء الملاحظ -أيها الإخوة والأخوات- أن سفر التكوين الموجود من التوراة حالياً بترجمتيه أو بأنواعه لم يتعرض لهذه الحادثة! وهنا فعلاً يثار السؤال الدائم لما يُغفل مثل هذا؟ وتفسير ذلك ممكن على ضوء ما قررناه ونعلمه من الحلقات الماضية؛ وهو أن الذين كتبوا هذا السفر ولا سيما في العصور المتأخرة كان يهمهم أمر واحد وقضية واحدة؛ هي: قضية الوعد لبني إسرائيل بالأرض, واحتكار وراثة هذه الأرض ووراثة أن الشعب هم شعب الله المختار فقط في هذه الفئة من ذرية إبراهيم عليه السلام؛ وهم بنو إسرائيل.هذه القضية التي كانت مسيطرة على أذهانهم، فلما جمعوا التوراة أيام عزرا وقبل ذلك وبعده، تعمدوا أن يحذفوها أو لم يذكروها أو لم يهتموا بها، المهم الذي حصل وما نراه أمامنا الآن هو أنه لا يوجد في التوراة الموجودة المتداولة حالياً ما يتحدث أو ما يشير إلى هذه الواقعة.